| ]

هل اعلن المسيح عن مسلمه الي يهوذا ام الي يوحنا ؟ متي 26: 21-25 و مرقس 14 و لوقا 22 ويوحنا 13: 21-27


Holy_bible_1


الشبهة


جاء في متى 26 :21-25 قول المسيح لتلاميذه
»20وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ اتَّكَأَ مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ. 21وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ قَالَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي». 22فَحَزِنُوا جِدًّا، وَابْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُهَلْ أَنَا هُوَ يَارَبُّ؟» 23فَأَجَابَ وَقَالَ: «الَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ هُوَ يُسَلِّمُنِي! 24إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْرًا لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!». 25فَأَجَابَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ وَقَالَهَلْ أَنَا هُوَ يَا سَيِّدِي؟» قَالَ لَهُأَنْتَ قُلْتَ». «.
ولكن يوحنا 13 :21-27 يورد قول المسيح بطريقة مختلفة، إذ يقول: » 21لَمَّا قَالَ يَسُوعُ هذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ، وَشَهِدَ وَقَالَالْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي!». 22فَكَانَ التَّلاَمِيذُ يَنْظُرُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَهُمْ مُحْتَارُونَ فِي مَنْ قَالَ عَنْهُ. 23وَكَانَ مُتَّكِئًا فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ. 24فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنْ يَسْأَلَ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ الَّذِي قَالَ عَنْهُ. 25فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ؟» 26أَجَابَ يَسُوعُهُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ!». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. «.


الرد


الرد باختصار ان المسيح كان يجلس وحوله التلاميذ وتكلم مره مع يهوذا ومره مع يوحنا الحبيب وهذا لان المتكأ يسمح بان المسيح يكلم يهوذا منفردا وايضا يكلم يوحنا الحبيب منفردا وبخاصه ان هناك كان صخب في العشاء الاخير علي عدة امور وهو من الذي كان يجب ان يجلس علي اليمين ومن الذي يتكلم عنه المسيح ولا يريد ان يفصع عن اسمه وغيرها من الامور الكثيره المتعلقه باحداث العشاء الاخير التي شرحها المبشرين الاربعه بطريقه متكامله رائعه
وبترتيب بسيط المسيح اعلن ان احدهم سيسلمه وبدا يحدث ضجيج بسبب هذا الامر ثم دار حوار بينه وبين يهوذا يشرحه متي البشير ولم يسمعه بقية التلاميذ ثم حدث ضجيج بسبب المتكأ يمين المسيح ثم دار الحوار بين المسيح ويوحنا الذي ذكره يوحنا ولم يسمعه بقية التلاميذ ولهذا لا تناقض في الاعداد


ولكي اشرح بتفصيل اريد ان اوضح اولا شكل المتكأ اليهودي ومعني الكلمات وما معني يتكئ في حضنه
اولا معني كلمة متكأ
G345
ἀνακεῖμαι
anakeimai
Thayer Definition:
1) to lie at a table, eat together, dine
Part of Speech: verb
A Related Word by Thayer’s/Strong’s Number: from G303 and G2749
Citing in TDNT: 3:654, 425
يجلس متمدد امام الطاوله يتعشي
ثانيا معني كلمة حضن
G2859
κόλπος
kolpos
Thayer Definition:
1) the front of the body between the arms
2) the bosom of a garment, i.e. the hollow formed by the upper forepart of a rather loose garment bound by a girdle or sash, used for keeping and carrying things (the fold or pocket)
3) a bay of the sea
Part of Speech: noun masculine
A Related Word by Thayer’s/Strong’s Number: apparently a primary word
Citing in TDNT: 3:824, 452
مقدمة الانسان ما بين ذراعيه وهو صدر الرداء او خليج البحروهي كلمة مذكرة
وهذه الكلمه استخدمة 6 مرات في العهد الجديد
bosom, 5
Luk_6:38, Luk_16:22-23 (2), Joh_1:18, Joh_13:23
creek, 1
Act_27:39
خمس مرات بمعني موضع ومكانه بما فيهم العدد في يوحنا ومره بمعني خليج


أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلاً جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ».




فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ،


فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الجَحِيمِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ،




اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.




وَلَمَّا صَارَ النَّهَارُ لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ الأَرْضَ، وَلكِنَّهُمْ أَبْصَرُوا خَلِيجًا لَهُ شَاطِئٌ، فَأَجْمَعُوا أَنْ يَدْفَعُوا إِلَيْهِ السَّفِينَةَ إِنْ أَمْكَنَهُمْ.
ولهذا معني الاتكاء في حضن يسوع اي يكون وهو مائل راسه امام كتف وصدر الرب يسوع المسيح


المجلس اليهودي للاكل
البعض يخطئ بتخيل ان المسيح والتلاميذ جالسين علي كراسي كما هو في صورة العشاء الاخير ليوناردو دافنشي المشهورة ولكن هذا ليس عادة اليهود
كان الانسان اليهودي يجلس امام طاوله قصيرة الارجل ويتكأ علي وساده علي جانبه الايسر وياكل بيده اليمني
وكان ايضا من نظامهم ان يجلس رئيس المتكأ في صدر القاعه علي وساده مرتفعه عن الاخرين ويجلس علي يمينه الاكبر سنا او مقاما حسب المناسبه ثم الذي يتلوه في السن او المقام وهكذا دائري حتي يجلي الاصغر سنا عن يسار رئيس المتكأ
ولو اراد احدهم التحدث يستطيع ان يغير وضعه وان يجلس قعودا او يميل علي جانبه اليمين للكلام ولكن وضع الاكل يكون متكئ


والسيد المسيح رئيس المتكأ لانه المعلم وكان غالبا يهوذا الاسخريوطي هو الذي عن يمينه لانه اكبرهم سنا ونتعرف علي هذا من ان يهوذا كان معه صندوق النقود وكان دائما يؤتمن الابن الاكبر علي الاموال فهذا يدل ان يهوذا غالبا كان اكبرهم سنا ويكون يوحنا الحبيب علي يسار الرب يسوع المسيح ناحية ما هو متكئ
وهذه الصوره غير دقيقه الي حد منا لانها لم تترك فواصل كافيه بين كل شخص ولم توضح ان رايس المتكا اعلي في المستوي ولكن هي فقط توضيحية
لو اراد المسيح ان يتحدث مع يهوذا فيجلس قعودا فيكون راسه قريب من يهوذا ولو كلمه بصوت منخفض لا يسمعه الاخرين
ومتي اراد يوحنا ان يكلم المسيح فيغير يوحنا اتكاؤه بدل من جنبه اليسار الي جنبه اليمين وبهذا يكون راس يوحنا عند تقريبا صدر المسيح


وبعد ان فهمنا معني الكلمات والنظام اليهودي اقدم الاعداد مع شرح مختصر
انجيل متي 26
26: 20 و لما كان المساء اتكا مع الاثني عشر
وهو الوضع كما وضحته سابقا والخلاف كان من الذي يجلس عن يمين المسيح هل بطرس الذي اعلن المسيح انه قوي الايمان ام احد الثلاثة تلاميذ المقربين الباقيين وهم يعقوب ويوحنا وبخاصه انهم من عائلة غنية ام يهوذا الاسخريوطي لانه غالبا الاكبر سنا وهو ايضا من جماعة الغيوريين المشهورين سياسيا فله مكانة الي حد ما وهو الذي معه الصندوق
وهذه كانت نقطة نقاش وخلاف سيشرحها اكثر لوقا البشير
26: 21 و فيما هم ياكلون قال الحق اقول لكم ان واحد منكم يسلمني
وهذا قاله المسيح بصوت مرتفع ليسمعه كل التلاميذ وهنا لفت نظرهم الي هذه الكارثه انه سيسلم الي يد اليهود وهم يعرفون نية اليهود الشريرة من ناحيته وثانية ان الذي سيسلمه هو واحد منهم
26: 22 فحزنوا جدا و ابتدا كل واحد منهم يقول له هل انا هو يا رب
وهنا بدا نقاش اخر بحزن بعد ان اعلن ان احدهم سيسلمه وكل منهم يسال باضطراب
ونلاحظ شيئ مهم ان الذي هو في اخر المائده سيحتاج ان يرفع صوته ليسمعه المسيح وسط هذا النقاش والنقاشات الجانبيه اما من هو بجوار المسيح فلا يحتاج ان يرفع صوته لكي يسمعه المسيح
26: 23 فاجاب و قال الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمني
واعطاهم المسيح علامه لكنهم لم يفهموا
مع ملاحظة ان هذا كان الطعام العادي قبل اكل الفصح
26: 24 ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه و لكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد
وهنا يقول المسيح انذاره واعلن انه ماض الي الصلب وهو بهذا يخبر يهوذا حتى يؤكِّد أن ما يتم وإن كان بتدبيرٍ إلهيٍ لكن ما يفعله يهوذا لا يتم بغير إرادته وايضا المسيح ستمم ارادته وقبوله بالصلب حتي لو لم يخونه يهوذا فلهذا جاء السيد المسيح
26: 25 فاجاب يهوذا مسلمه و قال هل انا هو يا سيدي قال له انت قلت
وهنا يهوذا يتكلم بصوت منخفض ويهمس للمسيح وسط هذا الجدال فلم يسمعه الاخرين
وهو يهمس لسببين الاول هو بالفعل خان المسيح ماتفق في ايوم السابق وهو الاربعاء علي تسليم المسيح لليهود فلا يجرؤ ان يصرح بهذا ويتمني ان المسيح لا يسمعه ولا يجيبه ولكنه يكرر السؤال كما يقول كل التلاميذ
الثاني هو انه اقرب شخص للمسيح وفي اتكاؤه متجه ناحية المسيح لان المسيح علي يساره وهو علي يمين المسيح وفي هذا عدة معاني ساحاول ان اشرحها باختصار في النهاية
وتعبير انت قلت هو تعبير يهودي بالموافقه فهو يقول ليهوذا انا اعلم انك تخونيي ولكن يهوذا لم يستغل هذه اللحظة من المواجهة ولم يعترف بخطيته حتي في الفرص الاخيره بل اصر في قلبه علي خيانة المسيح


انجيل يوحنا 13
13: 18 لست اقول عن جميعكم انا اعلم الذين اخترتهم لكن ليتم الكتاب الذي ياكل معي الخبز رفع علي عقبه
هنا المسيح يذكرهم بالنبوة في المزمور 41: 9 ويقول لهم ان احدهم سيخونه وبالطبع هذا كان مثير جدا لهم وبخاصه بعد ان غسل المسيح ارجلهم وهو ربهم وسيدهم ومعلمهم
فهذا امر مثير
وكما يقول ابونا انطونيوس فكري
ورفع العقب بعد الأكل هو من عمل الحيوان الناكر للجميل الذي بعد أن يأكل العلف يرفس صاحبه (أش3:1) أكل الخبز تعني من يحيا مع الشخص ويلتصق به.
وهنا كان بداية النقاش والصخب
13: 19 اقول لكم الان قبل ان يكون حتى متى كان تؤمنون اني انا هو
هو يخبرهم قبل حدوثه فبعد القيامة تنفتح عيونهم ويزداد إيمانهم بالمسيح الذي سيدركون وقتها أنه كان عالماً بكل شيء حتى خيانة تلميذه، وبالتالي سيفهمون أنه سلَّم نفسه بإرادته. إني أنا هو اي انه يهوه العالم بكل شيء وأنه سلم نفسه بإرادته.
13: 20 الحق الحق اقول لكم الذي يقبل من ارسله يقبلني و الذي يقبلني يقبل الذي ارسلني
13: 21 لما قال يسوع هذا اضطرب بالروح و شهد و قال الحق الحق اقول لكم ان واحدا منكم سيسلمني
وهنا يؤكد يوحنا ان كان هناك اضطراب , واضطراب المسيح لانه انسان كامل ويعرف ما هو اتي عليه وصراع النور والظلمة، والتي سيكون مركزها أي مركز هذه المعركة جسده هو. وهو إضطرب أيضاً لأنه رأي أن الشيطان قد ملأ قلب تلميذه، فخانه هذا التلميذ. ولقد سبق المسيح وإضطرب أمام قبر لعازر وها هو يضطرب أمام يهوذا الميت، فهو لا يرضى عن الشر. هو إضطراب التنافر بين الحب والخبث، بين النور والظلمة. وإضطرابه ايضا يشير لطبيعته  فـ "الله محبة" والله خلقنا على صورته وهو يتألم بشدة إذ نتحول إلى صورة الكراهية والخيانة هذه.
13: 22 فكان التلاميذ ينظرون بعضهم الى بعض و هم محتارون في من قال عنه
فهم كان بينهم نقاشات كثيره احدها عن غسل الارجل فقط والاخر عن المكانه في الجلوس والثالثه عن تفسير المزمور وما معني الذي ياكل معي الخبز رفع علي عقبه وايضا من المقصود بواحد منكم سيسلمني
13: 23 و كان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه
وهو يوحنا الحبيب علي يسار يسوع وهو لو مال الي اليمين كما شرحت يكون عند صدر يسوع
13: 24 فاوما اليه سمعان بطرس ان يسال من عسى ان يكون الذي قال عنه
فاوما اليه بطرس يؤكد ان هناك كان بعض الضجيج وان بطرس بعيد عن مكان جلوس يوحنا فلا يستطيع ان يكلمه من بعد
وايضا هذا يوضح بان بطرس يشاور الي يوحنا ان يسال يوحنا الرب يسوع المسيح في السر وهذا يؤكد ان كلام المسيح مع يوحنا لم يكن مسموع لبقية التلاميذ ولكن بصوت منخفض بينهما
13: 25 فاتكا ذاك على صدر يسوع و قال له يا سيد من هو
وشرحت معني اتكأ علي صدر يسوع بمعني ان يوحنا يتجه بدل من الاتكاء علي يساره الي ان يتكئ علي يمينه ليكلمه المسيح بصوت منخفض وهو يكون بهذا راسه مقابل صدر يسوع
وساله يوحنا في السر عن هذا الشخص فكشف له المسيح بعلامه
13: 26 اجاب يسوع هو ذاك الذي اغمس انا اللقمة و اعطيه فغمس اللقمة و اعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطي
ورئيس المتكا هو الذي له الحق ان يعطي لاخر لقمه مغموسه من طبق رئيس المتكأ وفعل المسيح ذلك مع مع يهوذا ولكن المتكئين لا يتجرؤون ان يغمسوا في طبق رئيس المتكأ الا لو سمح لهم الرئيس بهذا
وهذا يفسر كيف تجراء يهوذا ومد يده ليغمس في طبق المسيح وهذا لان المسيح كما شرح لنا يوحنا سمح له بهذا
ويهوذا حتي الان مصر علي عدم الاعتراف والتوبه ومصر علي ان يكمل خيانة المسيح وتسليمه وهذا يدل ان كان هناك فتره بين سؤال يهوذا واجابة المسيح له بانه هو المقصود وبين هذه اللحظه الذي اعطاه المسيح اللقمه وكل هذا الوقت لم يعترف يهوذا
وكما يقول ابونا انطونيوس فكري
و نلاحظ هنا رقة المسيح، فهو للآن لا يريد أن يجرح مشاعر يهوذا. ونلاحظ أن غمس اللقمة في صحن به مزيج من عصير الفواكه (را 13:2-14) الممزوج بالنبيذ هو تقليد فصحي. كان رب البيت يُكَرِم الإبن الأكبر بغمس لقمة فيه ويعطيها له. فالمسيح حتى الآن يُكَرِم يهوذا ولم يجرحه بكلمة، ويعطيه آخر فرصة. ولكن في (مت23:26) نرى أن يهوذا هو الذي مدّ يده في الصحفة ولكن العلامة أعطيت ليوحنا فقطوتفسير هذا إمّا أن المسيح وجده يمد يده في الصحفة، فبادره هو بتقديم لقمة مغموسة إليه، ربما لأن الصحفة أقرب للمسيح أو بعد أن كرّمه المسيح وأعطاه لقمة مغموسة من الصحفة تجرأ هو ومدّ يده ورآه التلاميذ يمد يده. لاحظ رقة السيد المسيح فهو لم يرد أن يفضح يهوذا بالإسم، فإستخدم علامة الغمس في الصحفة حتى لا يجرح مشاعره. وهي علامة تدل على إكرام الشخص (الإبن الأكبر أو الضيف العزيز) وربما لو أدرك شخص مندفع كبطرس ما يحدث، ربما كان سيقتل يهوذا.
13: 27 فبعد اللقمة دخله الشيطان فقال له يسوع ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة
وهنا اضاع يهوذا اخر فرصه له لكي يتوب وبرفضه التام للتوبه وقبوله للشر دخله الشيطان وهنا المسيح يوجه حواره للشيطان ويهوذا بقول ما انت فاعله فافعله باكثر سرعه
ولم يكن هذه اللقمه هي الفصح لان الفصح لايكون فيه غمس
13: 28 و اما هذا فلم يفهم احد من المتكئين لماذا كلمه به
والتلاميذ لم يفهموا ما يحدث وهذا لانهم لم يسمعوا الحوار الجانبي بين المسيح ويهوذلا ولا بين المسيح ويوحنا ولهذا فسروا بالاتي
13: 29 لان قوما اذ كان الصندوق مع يهوذا ظنوا ان يسوع قال له اشتر ما نحتاج اليه للعيد او ان يعطي شيئا للفقراء
وهو كان معه الصندوق لانه غالبا كان الاكبر سنا ولاحظ أن المسيح وتلاميذه بالرغم من فقرهم كانوا يعطون الفقراء.
وعن موضوع العيد هذا شرحته في ملف عشاء الفصح
13: 30 فذاك لما اخذ اللقمة خرج للوقت و كان ليلا
وغالبا هو خرج بدون استئذان من المسيح


مرقس البشير تكلم باختصار شديد كعادته
انجيل مرقس 14
14: 17 و لما كان المساء جاء مع الاثني عشر
14: 18 و فيما هم متكئون ياكلون قال يسوع الحق اقول لكم ان واحدا منكم يسلمني الاكل معي
14: 19 فابتداوا يحزنون و يقولون له واحدا فواحدا هل انا و اخر هل انا
فهم يتساءلون معا وهذا ضجيج
14: 20 فاجاب و قال لهم هو واحد من الاثني عشر الذي يغمس معي في الصحفة
اعطاهم العلامه ومرقس البشير لا يكمل الشرح
14: 21 ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه و لكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد
وهذا تاكيد ان المسيح ماض الي الصلب بارادته سواء يهوذا خانه او لم يخونه ولهذا يهوذا هو بلا عذر وقد اعلن المسيح له ان لا يفعل ذلك لان المسيح سيصلب حتي بدون خيانة يهوذا ولكن لو سلم للصلب بخيانة يهوذا سيكون ليهوذا شر كثير
ولكن يهوذا قسي قلبه ولم يستمع


لوقا البشير لا يتبع الترتيب المعداد فاهتم بعشاء الفصح وذكره اولا رغم انه تم بعد موضوع علامة يهوذا والحوار وخروج يهوذا من المتكأ
انجيل لوقا 22
22: 14 و لما كانت الساعة اتكا و الاثني عشر رسولا معه
22: 15 و قال لهم شهوة اشتهيت ان اكل هذا الفصح معكم قبل ان اتالم
22: 16 لاني اقول لكم اني لا اكل منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله
22: 17 ثم تناول كاسا و شكر و قال خذوا هذه و اقتسموها بينكم
22: 18 لاني اقول لكم اني لا اشرب من نتاج الكرمة حتى ياتي ملكوت الله
22: 19 و اخذ خبزا و شكر و كسر و اعطاهم قائلا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكري
22: 20 و كذلك الكاس ايضا بعد العشاء قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم
22: 21 و لكن هوذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة
22: 22 و ابن الانسان ماض كما هو محتوم و لكن ويل لذلك الانسان الذي يسلمه
22: 23 فابتداوا يتساءلون فيما بينهم من ترى منهم هو المزمع ان يفعل هذا
22: 24 و كانت بينهم ايضا مشاجرة من منهم يظن انه يكون اكبر
وهذه لم يذكرها بقية المبشرين ولكن كما قلت ان المبشرين يكملون كلام بعضهم بعضا فيشرح لوقا ان كان هناك خلاف ونقاش وضجيج اخر عن المكانه ومن يجب ان يجلس عن يمين المسيح وبخاصه ان هذا حدث بعد فتره من موضوع طلب ام ابني زبدي وابنيها من الرب يسوع المسيح ان يجلس احدهم عن يمينه والاخر عن يساره ويوحنا لانه الاصغر عن يسار المسيح والخلاف كان عن الموضوع اليمين هل هو من نصيب بطرس ام يعقوب ام يهوذا والاخرين ايضا اشتركوا في هذا الخلاف فكلهم حتي الان ضعفاء لم يحل عليهم الروح القدس بعد
وهو ظنوا أن الذي يجلس أقرب للسيد سيكون له مركزاً أكبر حين يملك السيد.
22: 25 فقال لهم ملوك الامم يسودونهم و المتسلطون عليهم يدعون محسنين
محسنين يقصد هم يسمونهم هكذا تملقاً. وهم يسمون أنفسهم هكذا إذا قدموا خدمات لبلادهم بل هم يعطون عطايا وخدمات ليسميهم الشعب هكذا. ولكن الأمم الوثنيين يفهمون أن المحسنين يجب أن يتسلطوا. وهنا المسيح يشرح لهم أن الأفضل أن يخدموا الآخرين من أن يسودوا ويترأسوا عليهم. والمسيح هنا ينسب التسلط للأمم وليس لاولاد النور الذين يخدمون الاخرين ولا يهتموا بالمكانه العالمية.
22: 26 و اما انتم فليس هكذا بل الكبير فيكم ليكن كالاصغر و المتقدم كالخادم
22: 27 لان من هو اكبر الذي يتكئ ام الذي يخدم اليس الذي يتكئ و لكني انا بينكم كالذي يخدم
وهنا المسيح يعطيهم درس في هذا الامر وغالبا هذه النقطه اتت في منتصف حوار المسيح عن الذي سيسلمه ولهذا لم يفهموا او لم يستوعبوا عندما اعطي المسيح في النهاية اللقمه ليهوذا لانهم انشغلوا بامور اخري والجلوس عن يمين المسيح


بعض الرموز
يهوذا كان المسيح علي يساره فالمسيح لم يكن موضع اهتمام بالنسبه له ويهوذا يحب العالم والمكانة العالميه اكثر من محبته لالهه الرب يسوع المسيح ولهذا استحق العقاب
يوحنا كان المسيح علي يمينه فهو ترك كل شيئ في العالم حتي مكانة ابيه وغناه واتبع المسيح فاستحق ان يفوز بالمسيح ومحبته
يهوذا كان الاكبر في المجلس بعد رئيس المتكأ الرب يسوع المسيح المعلم وهو بهذا يشبه الابن الاكبر في مثل الابن الضال الذي لا يحب ابيه ولا اخوته محبة حقيقيه بل يحقد ويطلب مجد نفسه ويرفض ان يدخل بيت الاب ولا يعترف بخطيته
يوحنا يمثل الابن الاصغر الذي كان ضال وعندما وجد ابيه السماوي اسرع الي حضن ابيه وفرح بابيه وابيه فرح به وهو يعرف ويقر بخطيته ويعرف انه غير مستحقة محبة الاب ففاز بها
المسيح علي يمينه يهوذا وهو يمثل كل خاطي مثل الخروف الضال فالمسيح يبحث عنه ويريد ان يرجعه ويفرح بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعه وتسعين بار لا يحتاجون الي توبه ولو اصر الخاطئ الذي هو علي يمين الرب ان يرفض الرب يصير هو علي اليسار في كرسي المسيح ويدان الدينونه الابديه ويخسر المكانه اليمين وينال بدلها اليسار
والمسيح علي يساره يوحنا فهو يحب يوحنا جدا محبه ابويه ولكنه يهتم بالخاطي اكثر من يوحنا لانه عنده رجاء ان يتوب الخاطي ويوحنا بتمسكه يتحول من يسار المسيح الي يمين المسيح في الدينونه ويفوز بالابديه مع المسيح
ولهذا يجب علينا عندما نشعر ان الرب يتركنا قليلا هذا ليس معناه انه يحبنا ولكنه يثق في قوة محبتنا ولهذا يجب ان نتقوي في محبته اكثر ونفرح به حتي في الشدائد ولا يجب ان نحزن عندما نجد ان الرب يعطي الخطاه اشياء مثل الغني والمكانه والصحه فهو يهتم بهم لكي يتوبوا قبل ان تضيع الفرصه وهو يفعل ذلك لانه يعرف ان محبتهم ضعيفه فلن يتحملوا بعده
ابناء الرب الذين في التجارب بانحنائه بسيطه الي اليمين بدل من اليسار يكونوا في حضن ابيهم السماوي اما من يركز نظره علي اليسار فيري التجربه والشدائد فقط ولهذا يجب ان نضع المسيح بيننا وبين التجربه ولا نضع التجربه بيننا وبين المسيح
الخطاه المتكئين علي اليسار فقط التفاته بصوت هامس في توبه واعتراف بالخطيه يفوزوا بالمغفره
باعطاء اللقمه ليهوذا هو يسمح للخطاه بان ياخذوا عطايا لا ياخذها احيانا ابناؤه ولكن هذا ليعطيهم اخر فرصه للتوبه ولو رفضوا يكون لهم اشر
ويهوذا لما اخذ اللقمة خرج للوقت و كان ليلا ويعني انه ترك نور المسيح وذهب الي الظلمه لانه احب الظلمه اكثر من النور وهو يشبه الانسان الذي يعطيه المسيح عطيه من مال او ذكاء او قوه او مكانه ويستغلها لمصالحه الشخصيه وشهواته ويفعل بها الشر ويضايق اخوة الرب وابناؤه فيكون له الظلمة الخارجيه ونصيبه مع الشيطان
يهوذا اهتم بالمكانه الاولي علي الارض فاخذ المكان الاخير المظلم يويوحنا قبل المكانه الاخيره علي الارض ففاز بالمكانه الاولي مع المسيح نور الحياه


وايضا المعني الروحي
من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء
ظن التلاميذ أنه إذ غمس السيد القمة وأعطاها ليهوذا إنما لكي يستعجله في تنفيذ أمرٍ ما ولا ينتظر حتى يتعشى معهم.
كما همس يوحنا في أذني السيد هكذا أجابه همسًا، حتى لا يسمع بقية التلاميذ. وعوض ذكر اسمه اكتفى بتقديم علامة، حتى تدرك الأجيال القادمة أن الله يود أن نتعرف على مقاومي الحق، لا بذكر أسمائهم، وإنما خلال ثمارهم الشريرة وروحهم.
يبدو أن يهوذا في خجل لم يتجاسر ويغمس اللقمة ويأكل من ذات الصحفة التي يأكل منها السيد المسيح وتلاميذه، لكن غمس السيد اللقمة وأعطاه ليمد يده ويأكل مع التلاميذ، إذ يود السيد أن يتذكر سمو مركزه ومساواته للتلاميذ.
واضح من تصرف السيد مع يهوذا أن الأخير كان يجلس بالقرب منه، ربما لأنه كان أمين الصندوق، فكان التلاميذ يتركون له موضعًا قريبًا، حتى إن احتاج السيد إلى شيء للخدمة يكون يهوذا قريبًا منه.
حقًا كثيرون يقتربون من السيد المسيح حسب الجسد بل ويزحمونه أينما ذهب، لكن قلوبهم بعيدة عنه جدًا. وآخرون يبدون كمن هم بعيدين عنه وهم يحملونه في قلوبهم وأفكارهم، ويحملهم السيد فيه كأعضاء في جسده المقدس.
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن السيد المسيح استخدم معيهوذا كل وسيلة لعله يرتدع عما يفعله، فقد عُرف حتى بين القبائل المتبربرة أنهم لا يخونون من يأكلون معهم من طعام واحد. لذلك جعل الرب العلامة التي يُعرف بها الخائن هي أن يغمس السيد نفسه اللقمة ويعطيه ليأكل من ذات الطعام، ومع ذلك خان من قدم له الطعام.
v     حتى طريقة توبيخه حُسبت بطريقة تجعله في خزي. إذ لم يحترم المائدة التي اشترك فيها بأكل الخبز، لكن ألم تقدر أخذ اللقمة من يد (السيد) أن تغلبه؟ إنها لم تغلبه[1386]!
القديس يوحنا الذهبي الفم
v     ما ناله كان حسنًا، ولكن ناله لضرره، لأنه بروح شرير قبل ما هو صالح[1387].
v     الأمر الهام ليس ما هو الذي يُعطى بل من هو الشخص الذي يتقبل العطية، ليس طبيعة الشيء المُعطاة بل طبيعة ذاك الذي ينالها. فإنه حتى الأمور الصالحة ضارة، والأمور الشريرة نافعة حسب شخصية من يتقبلها... لماذا أُعطى الخبز للخائن، إلاَّ ليكون شهادة عن النعمة التي استخدمها بجحود؟[1388]
القديس أغسطينوس
v     إذ رأى يسوع ذاك الذي دخل، وذاك الذي استقبله، وكل الخطة التي وُضعت ضده تجرد للمعركة، ولكي يغلب الشرير من أجل خلاص البشر قال: "ما أنت تعمله فأعمله بأكثر سرعة" [٢٧][1389]
العلامة أوريجينوس
v     قال يوحنا الرسول عن يهوذا: "بعد اللقمة دخله الشيطان ضاحكًا على وقاحته".لقد نطق بهذا، ليس لكي يرعبهم بل ليعزيهم، حتى لا تحل بهم المخاطر فجأة فيزداد اضطرابهم[1390].
v     إذ كان مرتبطًا بجماعة من التلاميذ لم يجسر (الشيطان) أن يقفز إليه، إنما كان يهاجمه من الخارج، لكن عندما أعلن عنه المسيح وفصله عنهم قفز إليه الشيطان دون خوفٍ[1391].
v    "أعمله بأكثر سرعة" تعبير لا يصدر عمن يوصى بأمرٍ ما، ولا من يقدم نصيحة، بل من يوبخ ويظهر له أنه يود إصلاحه، ولكن إذ كان لا سبيل لتقويمه دعاه يذهب[1392].
القديس يوحنا الذهبي الفم
v     بعد أخذه هذا الخبز دخل الشيطان في خائن الرب، إذ سُلم لسلطانه ليملك بالكامل على ذاك الذي دخله في قلبه لكي يقوده إلى الخطأ.
لسنا نفترض أن الشيطان لم يكن فيه قبلاً حين ذهب إلى اليهود ودخل معهم في صفقة بخصوص ثمن خيانة الرب، إذ يقول الإنجيلي لوقا بكل وضوح: "فدخل الشيطان في يهوذا الذي يُدعى الاسخريوطي، وهو من جملة الاثني عشر، فمضى وتكلم مع <>
رؤساء الكهنة" (لو ٢٢: ٣–٤)... دخوله الأول عندما زرع في قلبه فكر خيانة المسيح، فإنه بروحٍ كهذا جاء إلى العشاء. أما الآن بعد الخبز دخله لا ليجرب من هو يتبع آخر بل ليملك على من هو له[1393].
v     إنه ليس كما يظن بعض القراء غير المفكرين بأن يهوذا تسلم جسد المسيح. إذ نفهم أن الرب كان قد قدم للكل سرّ جسده ودمه حين كان يهوذا أيضًا حاضرًا كما هو واضح جدًا من قصة القديس لوقا (لو ٢٢: ١٩–٢٢). وإنما بعد ذلك نأتي إلى اللحظة التي بحسب ما رواه يوحنا قدم الرب كشفًا عن خائنه بتغميس لقمة الخبز وإعطائها له، ربما ملمحًا بغمز الخبز إلى المزاعم الباطلة للآخر. فإن غمس الشيء لا يعني دومًا غسله، بل أحيانا يُغمس الشيء لكي ما يُصبغ. فإن أخذناه بالمعنى الصالح هنا للغمس فإنه جحود لما هو صالح كان يستحق الإدانة[1394].
v    "اعمله بأكثر سرعة" [٢٧]، ليس لأنك تحمل سلطانًا في ذاتك، ولكن لأن (يسوع) يريد ذلك، ذاك الذي له كل السلطة[1395].
القديس أغسطينوس
v     لم يجعل السيد المسيح ما سيفعله يهوذا ظاهرًا، لأنه لو علم تلاميذه بذلك لعلهم كانوا قد عزلوه، ولعل بطرس كان قد قتله، فلهذا السبب لم يعرف السيد المسيح أحدًا من المتكئين ولا يوحنا الرسول عنه... ولم يشأ السيد المسيح أن يشّهر بيهوذا إلى اليوم الأخير من الأيام التي لبث فيها معه، وهذا ما يجب علينا أن نعمله، فلا نشهر بخطايا الموجودين معنا، ولو كان حالهم حال من قد خاب من الشفاء.
القديس يوحنا الذهبي الفم


والمجد لله دائما